سيدي اسمح لي ان اسحب جملتي الاخيرة التي وكما يبدو انها ازعجتك وانا ما كنت اريدها اكثر من لفت النظر مجرد وجهة نظر،آمل ان اكون فيها مخطئا،كغيرها محاولا الاجابة عن سؤالك-من سيقطف ثمار انتفاضة تونس-فلا تحملها اكثر مما تحتمل ورأيي ذك مبني على قراءة واقع المنطقة و موقعها في -السلطة العالمية-،فالقوى العظمى لن تسمح بانفلات شعب يتموقع على ارض استراتيجية من هيمنتها الا اذا كان مبتكرا ومبدعا لافكار تعلو عن المألوف يفرض من خلالها قلب الموازين،وهذا مسلسل طويل الامد لم تعرفه تونس بعد.أترى فرنسا تسمح بدول مغاربية حرة ديموقراطية مستقلة تنافسها على ضفاف المتوسط وهي التي تسرح وتمرح في دهاليز اقبية نخبها تحية و تقدير
لم يعد هناك ما يقطف.انتهت اللعبة في خطوطها العريضة. الجماهير نفست عن نفسها وتم تدليكها،الكعكة آلت الى الموثوق بهم من طرف القوى الكبرى..والقدافي وبوتفلقة لم ينطقا عن هوى تونس ستعرف نفس المسار الذي عرفه المغرب بعد وفاة الحسن الثاني،لجان تقصي الحقائق متحكم بها،حرية الرأي والصحافة نسبيين،حرية التظاهر مكفولة لكن دون ان ترقى تحركات الشارع الى معادلة صعبة لضعف المعارضة،الاسلاميون متى قبلوا اللعبة سيرحب بهم كفريق سياسي وان رفضوا بقي الغنوشي في منفاه اللندني بدون غطاء...خلاصة القول خطاب المبزع وتصريحات القانوني عاشور تشكل مدخلا لما سيكون عليه تونس حتى اشعار آخر لماذا لا نعتبر ان ما حدث في تونس مجرد اختبار لوعي جماهير المنطقة المغاربية ومدى تفاعل النخب السياسية معها طوال الانتفاضة التونسية وانا انتظر من احد كتاب الحوار ان يشغل خلايا مخه ويتحف القارئ بتحليل استراتيجي يضع الاشياء في مجراها العام لكن ضني خاب مع التحية
شكرا لك ايقونة مقال ستخلدك في ذاكرة شعوبٍ لدهر ليس بقصير.-آفاق المستقبل- لكاتبه الفرنسي جاك اتالي وقد تم اصداره منذ عقدين من الزمن،كتيب استشرافي عالج فيه مميزات ما اسماه ب-الانسان المرتحل-،انسان عصر المعلوماتية الذي يحمل بيته على ظهره عابرا للزمن والامكنة ناسجا علاقات واسعة باحثا عن غد متحرر من القوالب الجاهزة،وها انت تعيده مرة الى الذهن ليعتر من لا يعتبر..مقتطف- ان القلب ينشأ دائما في المكان الذي يستطيع فيه فريق من الناس تعبئة الجماعة حول مشروع ثقافي وتجميع الموارد واستغلال التقنيات من اجل تطوير وتسريع الاتصالات- تحية وشكر لسيمون الثاقب النظرة
واثق ان مركز القرار لن يبرح الرباط،وان الثروة والسلطة والثقافة والفرص باقية بين ايدي حفدة اليوطي.وما لغط الجهوية ،والموسعة ايضا، الا لاستدراج وارشاء بعض النخب التي نمت في الهوامش في غفلة من الزمن او عنفوانا عبر تثبيتها في مناصب ظاهرها عليا باطنها تدجينية عفواً استشارية وقد يهوي الوطن يوما من شدة ثقل اللجان والمجالس المسماة تجاوزاً استشارية
تحليل جد صائب.فالمتوخى من هذا الخطاب السياسي للجهوية هو استيعاب النخب الجديدة لتدجينها داخل بوتقة المخزنة قبل ان تفيض عن الكأس وتخرج عن الاجماع القسري ولكل ثمنه